الجمعة، 8 مارس 2013

قصيدة من قصائد امرؤ القيس

 

لمن طلل بين الجدية والجبل

محل قديم العهد طالت به الطيل

عفا غير مرتاد ومر كسر حب

ومنخفض طام وتنكر واضمحل

وزالت صروف الدهر عنه فأصبحت

على غير سكان ومن سكن ارتحل

تنطح بالاطلال منه مجلجل

أحم إذا احمومت سحائبة انسجل

بريح وبرق لاح بين سحائب

ورعد إذا ماهب هاتفه هطل

فأنبت فيه من غشنص وغشنص

ورونق رند والصلندد ةالأسل

وفيه القطا والبوم وابن حبوكل

وطير القطاط والبلندد والحجل

وعنثلة والخيثوان وبرسل

وفرخ فريق والرفلة والرفل

وفيل واذياب وابن خويدر

وغنسلة فيها الخفيعان قد نزل

وهام وهمهام وطالع وطالع انجد

ومنحبك الروقين في سيره ميل

فلما عرفت الدار بعد توهمي

تكفكف دمعي فوق خدي وانهمل

فقلت لها يادار سلمى وماالذي

تمتعت لابدلت يادار بالبدل

لقد طال ومااضحيت قفراومالفا

وممنتظر للحي من حل وارحل

ومأوى لأبكار حسان اوانس

ورب فتى كالليث مشتهرا بطل

لقد كنت اسبي الغيد أمرد نأشئا

ويسبينني منهن بالدل والمقل

ليالي أسبي الغانيات بجمة

معثكلة سوداء زينها رجل

كأن قطير البان في عنكاتها

على منثنى والمنكبين عطى رطل

تعلق قلبي بطفلة عربية

تنعم بالديباج والحلي والحلل

لها مقلة لو انها نظرت بها

إلى راهب قد صام لله وابتهل

لأصبح مفتونا معنى بحبها

كأن لم يصم لله يوما ولم يصل

ألا رب يوم قد لهوت بدلها

إذا ماأبوها ليلة غاب اوغفل

فقالت لأتراب لها قد رميته

فكيف به إن مات أوكيف يحتبل

أيخفى لنا إن كان في الليل دفنة

فقلت وهل يخفى الهلال إذا افل؟

قتلت الفتى الكندي والشاعر الذي

تدانت له الأشعار طرا فيا لعل

لمه تقتلي المشهور والفارس الذي

يفلق هامات الرجال بلا وجل

ألايابني كندة اقتلوا بابن عمكم

وإلافما انتم قبيل ولاخول

قتيل بوادي الحب من غير قاتل

ولاميت يعزى هناك ولازمل

قتلك التي هام الفؤاد بحبها

مهفهة بيضاء درية القبل

ولي ولها في الناس قول وسمعة

ولي ولها في مل ناحية مثل

كأن على أسنانها بعد هجعة 

سفرجل اوتفاح في القند والعسل

رداح صموت الحجل تمشي تبخترا

وصراخة الحجلين يصرخن في زجل

غموض غضوض الحجل لو انها مشت 

به عند باب السبسبيين لانفصل

فهي هي وهي هي ثم هي هي وهي

هي منى لي من الدنيا من الناس بالجمل

ألا لآ لا إلا لآلىء من رحل

فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم وكم

قطعت الفيافي والمهامة لم أمل

وكاف وكفكاف وكفي بكفها

وكاف كفوف الودق من كفها انهمل

فلو لو ولو لو ثم لو لو لو ولو ولو

دنا دار سلمى كنت اول من وصل

وعن عن وعن عن ثم عن عن وعن وعن

أسائل عنها كل من سار وارتحل

وفي في وفي في ثم في في وفي وفي

وفي وجنتي سلمى أقبل لم أمل

وسل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل

وسل دار سلمى والربوع فكم أسل

وشنصل وشنصل ثم شنصل عشنصل

على حاجبي سلمى يزين من المقل

حجازية العينين مكية الحشى

عراقية الاطراف رومية الكفل

تهامية الابدان عبسية اللمى

خزاعية الاسنان درية القبل

وقلت لها أي القبائل تنسبي

لعلي بين الناس في الشعر كي اسل

فقالت كندية عربية

فقلت لها حاشا وكلا وهل وبل

فقالت انا رومية عجمية

فقلت لها ورخيز بياخوش من قزل

فلما تلاقينا وجدت بنانها 

مخضبة تحكي الشواعل بالشعل

ولاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت

ورخي عليها دار بالشاه بالعجل

فقالت وما هذا شطارة لاعب

ولكن قتل الشاه بالفيل هو الاجل

فناصبتها منصوب بالفيل عاجل

من اثنين في تسع بسرع فلم أمل

وقد كان لعبي في كل دست بقبلة

أقبل ثغرا كالهلال إذا اهل

فقبلتها تسع وتسعين قبلة

وواحدة كانت وكنت على عجل

وعانقتها حتى تقطع عقدها

وحتى فصوص الطوق من جيدها انفصل

كأن فصوص الطوق لما تناثرت

واخر قولي مثل ماقلت أولا

لمن طلل بين الجدية والجبل
محل قديم العهد طالت به الطيل 

الأحد، 3 مارس 2013

معلقة امرؤ القيس{بعض أبيات المعلقة}



1 - قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل
بسقط اللوى بين الدخول فحومل



2 - كأني غداة البين يوم تحملوا
لدى سمرات الحي ناقف حنظل



3 - وقوفاً بها صحبي علي مطيهم
يقولون لا تهلك أسى و تحمل



4 - و ليل كموج البحر أرخى سدوله
علي بأنواع الهموم ليبتلي


5 - فقلت له لما تمطى بصلبه
و أردف أعجازاً و ناء بكلكل



6 - ألا أيها الليل الطويل ألا انجل
بصبح و ما الإصباح منك بأمثل


7 - و قد أغتدي و الطير في و كناتها
بمنجرد قيد الأوابد هيكل



8 - مكر مفر مقبل مدبر معاً
كجلمود صخر حطه السيل من عل



9 - له أيطلا ظبي و ساقا نعامة
و إرخاء سرحان و تقريب تتفل



10-عذارى دوار في الملاء المذيل
 فعن لنا سرب كأن نعاجه


11 - فعادى عداءً بين ثور و نعجة
دراكاً و لم ينضح بماء فيغسل



12 - و ظل طهاة اللحم ما بين منضج
صفيف شواء أو قدير معجل


شرح الابيات:

1 – يا صاحبي قفا و أعيناني على البكاء عند تذكري حبياً فارقته و منزلاً خرجت منه و ذلك الحبيب و ذلك المنزل يقعان بين هذين الموضعين اللذين هما الدخول و حومل .

2 – و قفت ساعة رحيلهم أبكي كأني أنقف حنظلة بظفري لأستخرج منها حبها و إنما شبه نفسه بناقف الحنظل لأنه تدمع عيناه لحرارة الحنظل و مرارته فيجد أثر ذلك في حلقه و أنفه و عينيه فيكون في أسوأ حال .

3 – بعد أن بين في البيت السابق حاله لقد و قف علي أصحابي و أنا قاعد عند رواحلهم قائلين لي لا تهلك من فرط الحزن و شدة الجزع و تجمل بالصبر و أظهر للناس خلاف مافي قلبك من الحزن و الجزع .

4 – في كثير من الليالي أكون منفرداً لا أنيس معي عندما يظلم الليل و يرخي ظلامه الحالك علي و على الكون ليرى ما عندي من الشجاعة و الجرأة و عدم الخوف بما يظهر من الهول و أسباب الفزع .

5 – قلت لليل لما أفرط طوله و امتد آخره امتداداً كثيراً و نهض بجهد و مشقة و هذا كله كناية عن مقاساة الأحزان و الشدائد و السهر المتولد منها لأن المغموم يستطيل ليله و المسرور يستقصر ليله .

6 – قلت لليل لما تطاول علي و لم ينقشع ظلامه الحالك عني اذهب ليأتي الصباح بنوره الوضاح مع أن الصباح ليس بأفضل منك لأنني أقاسي الهموم نهاراً كما أقاسيها ليلاً .

7 – كثيراً ما أذهب مبكراً وقت كون الطير في أعشاشها راكباً على فرس قصير شعره سريع ركضه لا يفلت منه صيد بل يمسك بالوحوش الشاردة و هو فرس مرتفع عظيم الجثة و ضخم .

8 – إن هذا الفرس معتاد للحرب و صالح لجميع أحوالها من الكر و الفر و الإقبال و الإدبار ثم شبه سرعته و صلابة خلقه بحجر عظيم ألقاه السيل من مكان عال إلى مكان حضيض .

9 – الفرس له خاصرتين كخاصرتي الظبي و ساقين كساقي النعامة و سيراً كسير الذئب و عدواً كعدو ولد الثعلب فقد جمع أربع تشبيهات في بيت واحد .

10 – لقد عرض لنا قطيع من بقر الوحش كأن إناثه نساء عذارى يطفن حول حجر منصوب يطاف حوله في ملاء طويل الذيل و شبه بقر الوحش في بياضها بالعذارى لأنهن مصونات في الخدور لا يغير ألوانهن حر الشمس و غيره و شبه طول أذيالها و سبوغ شعرها بالملاء الطويل الذيل و شبه حسن مشيها بحسن تبختر العذارى في مشيهن .

11 – الفرس تابع الجري حتى جمع بين الثور و البقرة في شوط واحد ولم يعرق عرقاً كثيراً يغسل جسده و أدركهما دون عناء أو مشقة فقد نسب فعل الفارس الذي صاد الثور و البقرة إلى الفرس لأنه حامله و موصله إلى مراده و بغيته .

12 – طباخو اللحم و هم الخدم أصبحوا قسمين بعضهم أحكم شواء شرائح اللحم على حجارة محماة و بعضهم أحكم طبخه و أجاده في قدر قد أسرع في طبخه و نضجه .

الخميس، 28 فبراير 2013

وصف امرؤ القيس للخيل





وقد اغتدى والطير فى وكناتها
 
                     بمنجرد قيد الأوابد هيكل ِ
مكر , مفر , مقبل , مدبر معا

                  كجلمود صخر , حطه السيل من عل ِ

كميت , يزل اللبد عن حال متنه

                           كما زلت الصفواء بالمتنزل ِ
يزيل الغلام الخف عن صهواته

                             ويلوى بأثواب العنيف المثقل ِ
له أيطلا ظبى و ساقا نعامة

                        وإرخاء سرحان , وتقريب تتفل

معانى الكلمات :

وكناتها = أعشاشها , وهنا يقول أنه يذهب للصيد قبل طلوع النهار وحتى قبل أن تصحو الطيور من نومها , وهذا كناية عن التبكير 

منجرد = الحصان القليل الشعر الناعم , وقيل فى معنى منجرد أى الذى يسير بسرعة

الأوابد = الوحوش التى تسكن الصحراء و لا تعيش فى مكان فيه بشر 

هيكل = حصان ضخم 

وهنا يقول انه يسير بسرعه بحصانه الضخم , لدرجة أن وحوش الصحراء تقيم فى مكانها عندما ترى مشهد الحصان وهو يجرى بسرعة خاطفة ولا تسطتيع الوحوش التحرك من الخوف والذهول 

مكر = مهاجم 

مفر = من الفرار 

مقبل متقدم فى السير 

مدبر يعود للخلف 

وهذا كناية عن المناورات السريعة للحصان الذكى الذى يحسن تدبير امره 

جلمود = صلب 

حطه = ألقاه

من عل ِ= من أعلى 

أى أن الفرس من سرعته تحس وكأنه صخرة ضخمة القتها السيول من أعلى الجبل للأسفل وتتتجه للأسفل بسرعة رهيبة 

كميت = حصان لونه بين الأسود والأحمر 

اللبد = ما يوضع فوق السرج على ظهر الحصان

حال متنه = وسط ظهره

الصفواء = الصخرة الملساء 

المتنزل = يقصد ما ينزل عليها من سيول أو مطر غزير 

وهنا يقول أن الحصان من قوته وسرعته يزيل السرج من فوق ظهره كناية عن نعومة ظهر الحصان , وتكون مثل الصخره الناعمه التى يلقيها السيل أو المطر من أعلى 

الغلام الخف = الغلام الخفيف 

صهوات = مقاعد الفارس على ظهر الفرس 

يلوى = يرمى

المثقل = الثقيل 


أى أن الحصان من سرعته القصوى يرمى ما فوق ظهره 

أيطلا ظبى = خصر الظبى والظبى هو ابن الغزال 
كناية على رشاقة الحصان 

ارخاء = ضرب من عدو الضئب , ويشبه خبب الدواب

سرحان = ذئب 

التقريب = وضع الرجلين موضع اليدين فى العدو والهرولة 

تتفل = ابن الثعلب 

ما كل هذا التتشبيه الرائع ياأمير الشعراء ؟!!!

لقد شبه الحصان وهو يجرى بأن خاصرتى الحصان مثل خاصرتى الظبى وهو يجرى بسرعة , وشبه ساقيه بساقى النعامة وعدوه مثل إرخاء الذئب , وتقريبه بتقريب ابن الثعلب 

وصف امرؤ القيس لليل




وليل ٍ كموج البحر , أرخى سدوله
        
                        على بأنوع الهموم ليبتلى !
فقلت له لما تمطى بصلبه

                           وأردف إعجازا ً , وناء بكلكل ِ
ألا أيها الليل الطويل , ألا أنجل

                 بصبح ٍ وما الأصباح من بأمثل ِ؟
فيا لك من ليل , كأن نجومه

                   بكل مغار الفتل شدت بيذبل ِ!
كأن الثريا علقت فى مصامها

               بأمراس كتان , إلى صم جنادل ِ
معانى الكلمات 

وليل كموج البحر = هنا من الغريب أن نجد شاعر يعيش فى قلب نجد وفى قلب الصحراء ويصف شىء بالبحر , فهذا دليل على كثرة أسفار إمرؤ القيس وإقامته على مدن ساحلية مثل القسطنطينية أو سواحل اليمن فى الجنوب وتأثرة بمشاهدة البحار ,

سدوله = ستوره أى أنزل ستائرة السوداء على 

يبتلى = يختبر أى ليرى مدى صبرى على الهموم 

تمطى بصلبه = تمدد بجسمه , 

أردف = المفرد ردف أى أعلى الفخذ 

اعجاز = مأخير 
ناء = بعد
كلكل = صدر 

هنا تشبيه فريد من نوعه , إذ يرى الشاعر أن الليل كأنه جمل ضخم ينام عليه وتبعد المسافة بين مؤخرته وصدرة وهذا تشبية رائع لحال الليل معه ,
أى كأنه يقول أن المسافة بين صدر الجمل ومؤخرته بعيد , كناية عن طول الهوم 

أمثل = أفضل , أى انه يسأل الليل أن يأتيه بصباح ولكن فى نفس الوقت هو يقول أن الصباح ليس بافضل من الليل , لان هموم الشاعر تلازمه ليل نهار


مغار الفتل = الحبال القوية الشديدة 

يذبل = اسم جبل فى الجزيرة العربية , فهنا يقول أن النجوم قد تم ربطها فى الأرض بأقوى الحبال حتى لا تنصرف , وطالما النجوم موجودة فهذا دليل على وجود الليل أيضاً وإذا انصرفت النجوم إنصرف الليل وطلع الصباح , ولكن هيهات وقد تم ربط هذه النجوم بأقوى الحبال فى جبل يذبل 

الثريا = مجموعة نجوم فى السماء 

الأمراس = حبال , والمفرد مرس 

أمراس كتان = يقصد حبال قوية مصنوعة من الكتان 

جنادل = صخور ضخمة فى الأنهار تعيق مرور الماء والمفرد جندل 

فهنا يقول أن الثريا وهو محجموعة النجوم ربط فى الارض بقوة حتى لا تنصرف وتم ربطها فى الصخور الصماء القوية التى تعيق تحرك الماء و هى الان أيضا ً تعيق إنصراف الليل 

قصيدة أفاطم {محبوبة امرؤ القيس}



أفاطم , مهلاً بعض هذا التدللِ
                      
   وإن كنت قد أزمعت صرمى فأجملى

وإن تك قد ساءتك منى خليقةٍ
                  
               فسلى ثيابى من ثيابك تغتسل ِ
 
أغرك منى أن حبك قاتلى
         
                وأنك مهما تأمرى القلب يفعل ِ

وأنك قسمت الفؤاد , فنصفه
           
                     قتيل ونصف بالحديد مكبل ِ

وما ذرفت عيناك ِ إلا لتضربى
      
                      بسهميك ِ فى أشعار قلب مقتل ِ

إذا ما الثريا فى السماء تعرضت
     
                             تعرض أثناء الوشاح المفضل ِ

خرجت بها أمشى , تجر وراءنا
   
                       على أثرينا ذيل مرط ٍ مرحل ِ
معانى الكلمات والتحليل :

أفاطم = ترخيم اسم فاطمة وحرف الألف هو للنداء ( أ)

أزمعت صرمى = أى وطنت نفسى على الهجر 

اجملى = اجعلى هجرك جميلاً 

خليقة = طبيعة , أى صفة ملازمة 

الثياب = القلب , وهنا استعارة تصريحية بأنه شبه القلب بالثياب , ويقصد أن القلب قد إحتوى كل الجسم مثل الثياب 

أغرك = هل غرك وحرف الألف (أ) للسؤال 

ذرفت = أى انزلت الدمع الغزير 

اعشار = أى قطعتى قلبى إلى عشر قطع 

بيضة خدر = إمرأة مصونة فى خدر منها 

الأربعاء، 30 يناير 2013

سيرة حياة الشاعر امرؤ القيس


امرؤ القيس بن حجر الكندي واسمه حُندج(520 م - 565 م) شاعر و فارس عربي إذ روى الأصمعي أن أبا عبيد سئل في خير الشعراء فقال :"امرؤ القيس إذا ركب والأعشى إذا طرب وزهير إذا رغب والنابغة إذا رهب " أحد أشهر شعراء العصر الجاهلي رأس الطبقة الأولى من الشعراء العرب والتي تشمل زهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني والأعشى وأحد أصحاب المعلقات السبعة المشهورة كان من أكثر شعراء عصره خروجاً عن نمطية التقليد، وكان سباقاً إلى العديد من المعاني والصور. وامرؤ القيس صاحب أوليات في التشابيه والاستعارات وغير قليل من الأوصاف والملحات إذ كان أول من بكى و تباكى و شبه النساء بالظبيان البيض و قرون الماعز بالعصي

نسبه:

حندج بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر (آكل المرار) الِكندي  و له ثلاث كنى وهي: أبو وهب وأبو الحارث وأبو زيد. إشتهر بلقب إمرئ القيس ومعناه " رجل الشدة "  لقبه الرسول بالملك الضليل وعرف بذي القروح لإصابته بالجدري خلال عودته من القسطنطينية وتوفي بسببه  و كندة قبيلة يمنية عرفت في النصوص القديمة بإسم "أعرب سبأ"  أقاموا مملكة في نجد و البحرين بلغت أوجها في القرن الخامس للميلاد  وولد شاعرنا هذا في نجد في اليمامة عند أخواله من بنو تغلب إذ قيل أن أمه كانت أخت المهلهل بن ربيعة وهي فاطمة بنت ربيعة  و قيل أن أمه تملك بنت عمرو الزبيدية من مذحج

من أشعاره حول نسبه يقول:

تطاول الليل علينا دمون دمون إنا معشر يمانيون وإنا لأهلنا محبون

ولادته:

يذهب لويس شيخو إلى أن امرأ القيس ولد في نجد سنة 520 م  

- يذكر صاحب الروائع أن ولادته سنة 500م وعلّق على ما قاله شيخو بصدد تاريخ ولادته قائلاً: قد رجعنا...ما يذكره مؤرخو الروم عن شاعرنا، وقارنا بين حوادث حياته وماجرى على عهده في البلاد العربية. فرأينا أن نأخذ برأي دي برسفال الجاعل ولادته حول سنة 500 م ووفاته حول 540 م.

نشأته:

ولد في نجد ونشأ ميالا إلى الترف واللهو شأن أولاد الملوك وكان يتهتك في غزله ويفحش في سرد قصصه الغرامية وهو يعتبر من أوائل الشعراء الذين ادخلوا الشعر إلى مخادع النساء  كان ماجنا كثير التسكع مع صعاليك العرب ومعاقرا للخمر  (520 سلك امرؤ القيس في الشعر مسلكاً خالف فيه تقاليد البيئة، فاتخد لنفسه سيرة لاهية تأنفها الملوك كما يذكر ابن الكلبي حيث قال: كان يسير في أحياء العرب ومعه أخلاط من شذاذ العرب من طيء وكلب وبكر بن وائل فإذا صادف غديراً أو روضة أو موضع صيد أقام فذبح وشرب الخمر وسقاهم وتغنيه قيانة، لايزال كذلك حتى يذهب ماء الغدير وينتقل عنه إلى غيره. إلتزم نمط حياة لم يرق لوالده فقام بطرده ورده إلى حضرموت بين أعمامه وبني قومه أملا في تغييره. لكن حندج استمر في ما كان عليه من مجون وأدام مرافقة صعاليك العرب وألف نمط حياتهم من تسكع بين أحياء العرب والصيد والهجوم على القبائل الأخرى وسبي متاعها.

وقال ابن قتيبة: هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب.

ديانته:

كان دين امرئ القيس الوثنية وكان غير مخلص لها. فقد روي أنه لما خرج للأخذ بثأر أبيه مر بصنم للعرب تعظمه يقال له ذو خلصة. فاستقسم بقداحه وهي ثلاثة: الآمر والناهي والمتربص. فأجالها فخرج الناهي. فعل ذلك ثلاثاً فجمعها وكسرها. وضرب بها وجه الصنم. وقال: "لو كان أبوك قتل ما عقتني".

نهاية حياته:

لم تكن حياة امرؤ القيس طويلة بمقياس عدد السنين ولكنها كانت طويلة وطويلة جدا بمقياس تراكم الإحداث وكثرة الإنتاج ونوعية الإبداع. لقد طوف في معظم إرجاء ديار العرب وزار كثيرا من مواقع القبائل بل ذهب بعيدا عن جزيرة العرب ووصل إلى بلاد الروم إلى القسطنطينية ونصر واستنصر وحارب وثأر بعد حياة ملأتها في البداية باللهو والشراب ثم توجها بالشدة والعزم إلى أن تعب جسده وأنهك وتفشى فيه وهو في أرض الغربة داء كالجدري أو هو الجدري بعينه فلقي حتفه هناك في أنقرة في سنة لا يكاد يجمع على تحديدها المؤرخون وان كان بعضهم يعتقد أنها سنه 540م، وقبره يقع الآن في تلة هيديرليك بأنقرة.

لقد ترك خلفه سجلا حافلا من ذكريات الشباب وسجلا حافلا من بطولات الفرسان وترك مع هذين السجلين ديوان شعر ضم بين دفتيه عددا من القصائد والمقطوعات التي جسدت في تاريخ شبابه ونضاله وكفاحه. وعلى الرغم من صغر ديوان شعره الذي يضم الآن ما يقارب مئة قصيدة ومقطوعة إلا أنه جاء شاعراً متميزاً فتح أبواب الشعر وجلا المعاني الجديدة ونوع الإغراض واعتبره القدماء مثالا يقاس عليه ويحتكم في التفوق أو التخلف إليه.
ولذلك فقد عني القدماء بشعره واحتفوا به نقداً ودراسة وتقليداً كما نال إعجاب المحدثين من العرب والمستشرقين، فأقبلوا على طباعته منذ القرن الماضي، القرن التاسع عشر في سورية ومصر وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان التي تهتم بشؤون الفكر والثقافة .