الخميس، 28 فبراير 2013

وصف امرؤ القيس لليل




وليل ٍ كموج البحر , أرخى سدوله
        
                        على بأنوع الهموم ليبتلى !
فقلت له لما تمطى بصلبه

                           وأردف إعجازا ً , وناء بكلكل ِ
ألا أيها الليل الطويل , ألا أنجل

                 بصبح ٍ وما الأصباح من بأمثل ِ؟
فيا لك من ليل , كأن نجومه

                   بكل مغار الفتل شدت بيذبل ِ!
كأن الثريا علقت فى مصامها

               بأمراس كتان , إلى صم جنادل ِ
معانى الكلمات 

وليل كموج البحر = هنا من الغريب أن نجد شاعر يعيش فى قلب نجد وفى قلب الصحراء ويصف شىء بالبحر , فهذا دليل على كثرة أسفار إمرؤ القيس وإقامته على مدن ساحلية مثل القسطنطينية أو سواحل اليمن فى الجنوب وتأثرة بمشاهدة البحار ,

سدوله = ستوره أى أنزل ستائرة السوداء على 

يبتلى = يختبر أى ليرى مدى صبرى على الهموم 

تمطى بصلبه = تمدد بجسمه , 

أردف = المفرد ردف أى أعلى الفخذ 

اعجاز = مأخير 
ناء = بعد
كلكل = صدر 

هنا تشبيه فريد من نوعه , إذ يرى الشاعر أن الليل كأنه جمل ضخم ينام عليه وتبعد المسافة بين مؤخرته وصدرة وهذا تشبية رائع لحال الليل معه ,
أى كأنه يقول أن المسافة بين صدر الجمل ومؤخرته بعيد , كناية عن طول الهوم 

أمثل = أفضل , أى انه يسأل الليل أن يأتيه بصباح ولكن فى نفس الوقت هو يقول أن الصباح ليس بافضل من الليل , لان هموم الشاعر تلازمه ليل نهار


مغار الفتل = الحبال القوية الشديدة 

يذبل = اسم جبل فى الجزيرة العربية , فهنا يقول أن النجوم قد تم ربطها فى الأرض بأقوى الحبال حتى لا تنصرف , وطالما النجوم موجودة فهذا دليل على وجود الليل أيضاً وإذا انصرفت النجوم إنصرف الليل وطلع الصباح , ولكن هيهات وقد تم ربط هذه النجوم بأقوى الحبال فى جبل يذبل 

الثريا = مجموعة نجوم فى السماء 

الأمراس = حبال , والمفرد مرس 

أمراس كتان = يقصد حبال قوية مصنوعة من الكتان 

جنادل = صخور ضخمة فى الأنهار تعيق مرور الماء والمفرد جندل 

فهنا يقول أن الثريا وهو محجموعة النجوم ربط فى الارض بقوة حتى لا تنصرف وتم ربطها فى الصخور الصماء القوية التى تعيق تحرك الماء و هى الان أيضا ً تعيق إنصراف الليل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق